قال الرئيس الفلبيني المنتخب حديثاً، رودريغو دوتريت، إنه لن يجري أية مقابلة، ولن يتعامل مع وسائل الإعلام، خلال فترة حكمه التي ستمتد ست سنوات، لأن قربه من هؤلاء الناس سيزيد من تعرّضه للانتقاد. وكان هذا الرجل السبعيني قد أثار غضباً عالمياً، الأسبوع الماضي، عندما أيّد قتل الصحافيين اذا كانوا فاسدين أو مفرطين في الانتقاد.
وردت منظمة «مراسلون بلا حدود» على تصريحات الرئيس دوتريت، عن طريق حث وسائل الإعلام المحلية لمقاطعة مؤتمراته الصحافية. وردّ عليها الرئيس سريعاً بالقول إنه لن يجري أيّ مؤتمرات.
وتأتي الفلبين في المرتبة الثانية عالمياً منذ عام 1990 من ناحية قتل الصحافيين، حيث كان العراق الذي دمرته الحرب في المرتبة الأولى. وطلب من الرئيس الفلبيني التعليق على العديد من حالات قتل الصحافيين، التي لم يتم الكشف عن أسبابها، فقال إن العديد من حالات القتل هذه ناجمة عن قيام هؤلاء الصحافيين بالمبالغة في انتقاد الآخرين، الذين لم يتحملوا هجمات الصحافيين الشخصية عليهم، أو تأييدهم لقضايا محددة بعد دفع المال لهم.
وقال الرئيس دوتريت إن كون المرء صحافياً، لا يعني أنه معفى من القتل إذا أساء للآخرين. كما أن حرية التعبير التي يتمتع بها، لا تبيح له شتم الآخرين.
وأثارت تصريحات الرئيس غضباً عارماً في شتى أنحاء العالم، حيث اعتبرت منظمة «مراسلون بلا حدود» تعليقاته غير معقولة ولا تليق برئيس دولة، وطالبت الصحافيين بمقاطعة مؤتمراته الصحافية حتى يعتذر عما قاله، اذ إن تصريحات الرئيس تهدد بتحويل الفلبين إلى ميدان لذبح الصحافيين. ودانت «الجمعية الوطنية للصحافيين» في الفلبين تصريحات الرئيس، وقالت إنها تعلن صراحة حرباً ضد وسائل الإعلام.
وانتُخب الرئيس الفلبيني في الانتخابات الأخيرة التي جرت في 9 مايو، وذلك بناء على وعد جريء أطلقه، يفيد بأنه سيضع حداً للجريمة والفساد اللذين يعصفان بالبلاد، في غضون ستة أشهر، ولكن الكثير من الفلبينيين يرون أن الرئيس غير قادر على تحقيق وعده.
ولكن اذا كان برنامج الرئيس الذي أوصله إلى سدة الحكم هو القضاء على الجريمة والفساد، فإن تصريحات الرئيس المتعلقة بقتل الصحافيين نتيجة كتاباتهم التي ينتقدون بها البعض، ستزيد من معدل الجريمة، خصوصاً في صفوف الصحافيين.